14/11/2025
1 دقيقة قراءة
الإمارات تصل إلى 97٪ استخدام للذكاء الاصطناعي مع مؤشر الجاهزية الوطنية الجديد
لقد خطت الإمارات العربية المتحدة خطوة كبيرة أخرى نحو أن تصبح واحدة من أكثر الدول تقدماً في الذكاء الاصطناعي في العالم. خلال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات العربية المتحدة، أعلن المسؤولون أن الجهات الحكومية قد وصلت إلى 97 بالمائة من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. كما قدمت الحكومة مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي جديد لقياس مدى استعداد كل مؤسسة اتحادية لاعتماد وتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا الإنجاز من بيانات موثقة أصدرتها حكومة الإمارات العربية المتحدة وغطتها وكالة أنباء الإمارات (وام)
يعزز هذا الإنجاز مكانة دولة الإمارات كواحدة من أكثر الدول نشاطًا في تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم ويعكس سنوات من الاستثمار وتطوير السياسات والتحول الرقمي واسع النطاق.
ما الذي يقيسه مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي الجديد
المؤشر الجديد هو أداة وطنية تقيم مدى تكامل الكيانات الحكومية للذكاء الاصطناعي في عملياتها اليومية. تم تقديم المؤشر من قبل عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي في الإمارات، خلال الاجتماعات السنوية. يركز على التبني العملي، والقدرة الداخلية، وجاهزية البيانات، وقدرة كل وزارة أو إدارة اتحادية على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات العامة.
توضح وكالة أنباء الإمارات (وام) أن الهدف ليس فقط قياس التقدم، بل دفع كل مؤسسة لتحقيق مستويات أعلى من الأتمتة وتقديم الخدمات الذكية. الإمارات هي واحدة من الدول القليلة التي أنشأت إطار عمل اتحادي مخصص لتقييم ومقارنة جاهزية الذكاء الاصطناعي داخل الحكومة.
كيف وصلت الإمارات إلى استخدام الذكاء الاصطناعي بنسبة 97 بالمئة
وفقاً لتقرير وام الرسمي، تستخدم تقريباً جميع الكيانات الحكومية الاتحادية الذكاء الاصطناعي بأشكال مختلفة. ويشمل ذلك المساعدين الرقميين، والمنصات الذكية، والتحليلات التنبؤية، والمعالجة الآلية، وأدوات دعم اتخاذ القرار المدعومة بالذكاء الاصطناعي. كان نهج الإمارات واضحاً ومتسقاً. يُشجع كل وزارة على إيجاد طرق عملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة وتقديم الخدمات بشكل أسرع.
تؤكد الحكومة أن الذكاء الاصطناعي يهدف إلى تعزيز القدرات البشرية وليس استبدال الناس. وأوضح العلماء أن الإمارات ترى في الذكاء الاصطناعي وسيلة لمضاعفة الإنتاجية الوطنية. من خلال تبني الذكاء الاصطناعي عبر الخدمات الحكومية، تهدف الإمارات إلى تعزيز الناتج الاقتصادي وتقديم خدمات أكثر استجابة للمقيمين والشركات.
استراتيجية طويلة الأمد بدأت مبكرًا
بدأت الإمارات في بناء قيادتها في مجال الذكاء الاصطناعي قبل عدة سنوات. اتخذت عدة قرارات تأسيسية بين عامي 2017 و2020 التي أوجدت الزخم وراء نسبة تبني 97 بالمئة الحالية.
تشمل الخطوات الرئيسية:
تعيين أول وزير دولة للذكاء الاصطناعي في العالم
إنشاء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي
إصدار المبادئ التوجيهية للأخلاقيات الوطنية للذكاء الاصطناعي
توسيع حالات استخدام الذكاء الاصطناعي عبر الرعاية الصحية والتعليم والطاقة والنقل والخدمات العامة
من خلال الاستثمار المبكر في المواهب والبنية التحتية والسياسات، أنشأت الإمارات البيئة المثالية اللازمة لتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي بسرعة.
التصنيفات العالمية تدعم قيادة الإمارات
التصنيفات العالمية المستقلة تدعم موقف الإمارات القوي.
يصنف مؤشر ستانفورد للذكاء الاصطناعي الإمارات ضمن الدول الخمس الأولى في حيوية الذكاء الاصطناعي الشاملة. كما يحتل مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي لأوكسفورد إنسايتس الإمارات المركز الأول في العالم العربي وضمن العشرين الأوائل عالمياً.
توضح هذه التصنيفات أن تقدم الإمارات ليس فقط منقولاً ذاتياً، بل معترف به وتحقق من قبل التقييمات الدولية التي تقيس السياسة والمواهب والقدرة الرقمية والجاهزية على المستوى الحكومي والوطني.
استثمارات واسعة النطاق تُسرع التقدم
بجانب التبني الحكومي، تساهم الاستثمارات الكبرى من شركات التكنولوجيا العالمية في توسيع بنية الإمارات التحتية للذكاء الاصطناعي.
أكدت رويترز أن مايكروسوفت ستستثمر أكثر من 15 مليار دولار في الإمارات بحلول عام 2029. يشمل ذلك التوسع السحابي والوصول إلى الأجهزة المتقدمة للذكاء الاصطناعي مثل رقائق Nvidia. كما تقوم مجموعة G42 في أبوظبي بزيادة قدرة الحوسبة الوطنية للذكاء الاصطناعي بدعم من شركاء دوليين.
توفر هذه الاستثمارات للشركات في الإمارات إمكانية الوصول إلى أدوات ومنصات الذكاء الاصطناعي ذات المستوى العالمي. مما يُمكن القطاع الخاص من اعتماد الذكاء الاصطناعي بوتيرة تقارب تلك المطبقة في القطاع العام.
ما الذي يعنيه هذا للاقتصاد الإماراتي
تقدر PwC أن الذكاء الاصطناعي قد يساهم بحوالي 96 مليار دولار في الاقتصاد الإماراتي بحلول عام 2030. ويمثل هذا أكثر من 13 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الوطني. إنها واحدة من أعلى المساهمات الاقتصادية المتوقعة للذكاء الاصطناعي في المنطقة.
مع استخدام 97 بالمئة من الخدمات الحكومية بالفعل للذكاء الاصطناعي، ستأتي المرحلة التالية من النمو من القطاع الخاص. وتقوم قطاعات المالية، التجزئة، الرعاية الصحية، اللوجستيات والطاقة بتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي لتبسيط العمليات وابتكار الخدمات الجديدة.
تهدف الإمارات إلى أن تصبح حقل اختبار عالمي لنماذج الأعمال المدعومة بالذكاء الاصطناعي. مع بنية تحتية قوية وتنظيم واضح وتبني حكومي عالٍ، تملك البلاد موقعاً لجذب المستثمرين العالميين وشركات الذكاء الاصطناعي الرائدة.
مقياس جديد للحكومات الرقمية
يعد إعلان الإمارات واحداً من أعلى مستويات تبني الذكاء الاصطناعي الحكومي المبلغ عنها في العالم. وبينما تقود دول مثل الولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة في البحث والاستثمار في القطاع الخاص، تبرز الإمارات في سرعة نشر الذكاء الاصطناعي في العمليات الحكومية.
من خلال إطلاق مؤشر الجاهزية للذكاء الاصطناعي الوطني وتحقيق استخدام بنسبة 97 بالمئة، تضع الإمارات معياراً للحكم الرقمي. ويمثل نموذجًا عمليًا ومرتبطًا بالنتائج الذي يجمع بين السياسة والتعليم والبنية التحتية والابتكار تحت رؤية وطنية واحدة للذكاء الاصطناعي.
الخاتمة
تمثل الصعود السريع للذكاء الاصطناعي في الإمارات نتيجة للتخطيط المبكر والاستثمار القوي والقيادة الواضحة. ويعزز مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي الجديد ونسبة الاستخدام البالغة 97 بالمئة مدى جدية الحكومة في اعتبار الذكاء الاصطناعي أولوية وطنية.
مع تزايد الاهتمام العالمي بالذكاء الاصطناعي، تقدم الإمارات مثالاً قوياً على كيفية تسريع الدول للتحول الوطني مع الاستراتيجية الصحيحة والالتزام المناسب. ومع الزخم الحالي، تتموضع الإمارات لتبقى واحدة من الدول الأكثر جاهزية للذكاء الاصطناعي في العالم.






